بالرجوع إلى الملفات القديمة، تدرك جيدًا معنى أن تكون مختطف وتُسرق منك لحظاتك التي ظننت أنك ستعيشها لأطول وقت ممكن، وتستشعر معنى غربتك أمام ذاتك… فالعجلة جرت خطاك إلى مسارها ومضيت تركض معها حتى نسيت معنى الوقوف، وصارت هي بكل غرابة مقياس الثبات، وأصبح السكون التام ترحال مربك لم تعد تألفه.
لكن شيء ما في وجدانك لا يزال صامدًا متشبثاً ببقايا أصالتك، وكل هذه القوالب لا تشبهك تعلم جيداً بأنك تتعايش معها وتحملها معك وتستخدمها بوصلة للوصول إلى الطرق المزدحمة بالسالكين، لتعيش مألوفاً وتعيد تشكيل اسئلتك لتتفق مع أجوبتهم، وتهرب من اسئلتك التي تحاول إيقاظ تفرّدك.
ماذا لو قررت العودة…؟
ماذا لو كانت الطرق المهجورة التي لم تبعثرها الخطى بانتظارك، تلك الطرق التي أشحت النظر عنها لهثاً خلف أهداف معلبة، متى ستبدأ رحلتك إليك؟